أصل كلمة نوبه

أصل كلمة النوبة
بالرجوع إلى أصل كلمة ( نوبة ) نستطيع أن نعرف الكثير عن معنى النوبة وعلاقتها بالنبوة . فاصل كلمة نوبة مشتقة من فعل نوب يعني تخليص الشئ من الشوائب مثلا : كأن تقول ( أولقي نوب ) أي أجعل الخيط ناعماً سهلاً للإستعمال وكذلك ( جكدكي نوب ) أي افرك البامية أو الخضار- عند الطبخ – والكلمة في معناها العام إزالة آثار الخشونة من الشئ سواء كان ذلك بالدلك أو بالفرك .

 وهذا تقريباً هو نفس مهمة الانبياء عليهم السلام إذا ما اعتبرنا أن مهمتهم هي تنقية المجتمع من الرذائل  .

معلوم أن بلاد النوبة قديماً كانت تشمل معظم أراضي السودان الحالية ولعل هذا هو السبب الذي يجعلهم دائماً في مقدمة الذين ينادون بوحدة السودان .

 يقول الدكتور ول ديورانت مؤلف كتاب قصة الحضارة – الجزء الثاني صفحة 65 ترجمة زكي نجيب محمود ( ما من أحد يعرف من أين جاؤوا المصريون الأولون ، ويميل بعض العلماء الباحثين إلى الرأي القائل بأنهم مولودون من النوبيين والأحباش ) .

القبائل النوبية شجرة المجموعة النوبية كما وضعها رولاند استيفنسون :

 النيليون :- 

1/المحسية , الفدجة 

2 /الكنزية , الدنقلاوية 

الجبليون: –

 (أ) 1/داير 2/كدرو 3/غلفان 4/الحجيرات 

(ب) 1/ دلنج 2/كدرو الغربية 3/ كركو 4/ والي – الميدوب – برقد – حرازة  ( لغة مندثرة ) 

فالقبائل النوبية تنقسم إلى ثلاث مجموعات رئيسة ، موزعة على دولتي وادي النيل ( مصر والسودان ) .

أولاً / مجموعة جنوب مصر: من مدينة أسوان إلى أبو سمبل جنوباً و يسكنها الكنوز ولغتهم النوبيه أقرب إلى اللغة الدنقلاوية ، تليها فدجة وتمثل المنطقة الواقعة بين أبو سمبل ومدينة حلفا في أقصى شمال السودان .

ثانياً / مجموعة شمال السودان : على التوالي من الشمال إلى الجنوب بدءا من مدينة حلفا : الحلفاويون، السكوت (المحس) ، الدناقلة .

ثالثاً / مجموعة غرب السودان : وتتكون من مجموعتين رئيستين  :- 

1- قبائل الميدوب في شمال دارفور إذ تشارك لغتهم اللغة الدنقلاوية في كثير من المفردات .

2- مجموعة جبال النوبة في كردفان : يوجد تقارب بين اللغة الدنقلاوية ومجموعات جبال النوبة ، وتتفاوت درجة التقارب من مجموعة لأخرى ، وتجد أهل الدلنج أكثر قرباً للدنقلاوية ، إذ أن بامكان الطرفين فهم ما يقوله الآخر.

وإذا ما بحثنا عن الرابط اللغوي بين المجموعات المذكورة ، نجد مفردات متعددة مشتركة مع بعض التغيرات في النطق ، ونجد اللغة الدنقلاوية رغم موقعها في الوسط ، فإن مفرداتها تتواجد بكثرة في جميع القبائل النوبية تقريباً، حيث نجد مفرداتها في الكنوز وفدجة في المجموعة المصرية ، كما نجد مفرداتها عند مجموعة غرب السودان بشقيها – الميدوب وجبال النوبة ، وكذلك تجد لدى جميع مجموعات الشمال المفردات التي تحمل المعاني العاطفية والوجدانية.
كــوش الحضارة النوبية والحضارة الكوشية هي واحدة تقريباً ، فمن هو

( كوش) هذا ؟. هو كوش بن حام بن نوح عليه السلام ، نوح عليه السلام هو جده والد أبيه مباشرة ، وهذا بشهادة جميع المؤرخين ، عرباً كانوا أو أعاجم ، فهل يعقل أن ينسب كوش إلى النوبة ويبعد نوح عليه السلام عنها؟. إلى يومنا هذا نجد قبائل النوبة في شمال السودان وفي جبال النوبة يسمون أبناءهم الذكور ب(كوش) والإناث ب(كوشى-koshei) ومن العادات الشائعة عند النوبيين ، ولاسيما في أوساط غير المتعلمين من كبار السن ، أنهم كلما حدق بهم شر أو خطر ، يرددون ( إنشاء الله نكون من ركاب سفينة نوح ) . من الذي علمهم بأن الفريق الذي دخل السفينة مع نوح عليه السلام حالفه النجاة ، والذين لم يحالفهم الحظ في الركوب كان مصيرهم الهلاك والموت ؟؟.

إن أحداث القصص تتواتر كما هي في العادات والتقاليد لكل أمة ، وأبرز دليل على ذلك ، العادات الفرعونية في عبادة النيل ما زالت تمارس في كثير من مناطق السودان ، و نجد كثيراً من الأسر السودانية في الشمال والجنوب والوسط يزورون النيل في مناسبات الزواج والختان والولادة ، وذلك بغرض الشفاء . وهكذا تتواتر التقاليد والعادات والمعتقدات في كل أمة .
( ماقدمته خلال الاسابيع الماضية في يوم اللغة هو من صفحة الباحث النوبي الاستاذ/ الخير محمد حسين ابنعوف ـ اللغة النوبية والحضارات القديمة ) وهو من قبيلة الدناقلة بالسودان ـ لذا تجدون اختلافا في بعض المسميات التي وردت في بحثه . مع الشكر الجزيل له على مجهوداته لاثبات الحقائق التي غابت عن الكثيرين من أرباب الألقاب والأقلام ، وذلك إما عمداً أوجهلاً كما قال في بحثه .

وقال كذلك أن الولوج من البوابة النوبية قد يقودنا إلى العثور على كثير من هذه الحقائق التي قد تستمر محاولات طمسه لفترة ما ولكن شعاع الحقيقة لا يُحجب دوماً فهو قابل للظهور مهما طال الزمن أو قصر . فعندما أقول أننا بدراستنا للغة النوبية نستطيع الوصول إلى حقائق مذهلة غائبة في ميدان الدراسات الحضارية أقصد ما أقول ، رغم أنه ليس من السهل أن يواكب الباحث التطور اللغوي في جزئياته ولكن هنالك أدلة دامغة تؤكد وتؤيد أقدمية اللغة النوبية وإنتشار مفرداتها في جميع أنحاء العالم القديم يقول الباحث/ محمد رشيد ذوق في كتابه – لغة آدم صفحة 138- وهو يتحدث عن أقدمية الأراضي المقدسة (علمنا أن وادي النوبة الموجود في الجهة المقابلة للبحر الأحمر، يمكننا أن نطلق عليه وادي النبوة ، حيث أن عدداً من أنبياء الله عليهم السلام قد نزلوا فيه أوارتحلو إليه ، وهناك العديد من الأدلة التاريخية تؤكد ذلك ) ويواصل الحديث قائلا أن العلم الحديث أثبت أن حجم الشعاع الشمسي الساقط على هذه المنطقة الممتدة من مكة المكرمة إلى وادي النوبة يساوي 220 ألف سعرة حرارية شمسية في السنتميتر المربع سنوياً .

 أما باقي العالم فيتدرج من 180 ألف إلى 160 ألف ثم أقل فأقل . هذا دليل علمي حديث على ان هذه المنطقة – مكة المكرمة ، المدينة المنورة ، جدة ، وادي النوبة ، هي المنطقة التي يفترض أنها قد ذاب عنها جليد الكرة الأرضية قبل سواها من المناطق ) . 

وهذا يدل على أن الحياة البشرية بدأت في المناطق المذكورة . ولعل انسب ما يثير فينا روح البحث والاستطلاع مقولة عالم الآثار السويسري ( شارلس بونيي ) عندما أشار بيده إلى جهة الشمال الشرقي من حيث يقف في كرمة ( التي يعيش فيها منذ أربعة وأربعين عاماً ) وقال : هناك وُضع أول بيت عرفته البشرية في أفريقيا..! وزاد : هنا  .توجد أقدم حضارة عرفتها البشرية على مرّ التاريخ ..!